هـــمســــه حــــــــب
اهلا وسلا بكم فى منتادك همسه حب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هـــمســــه حــــــــب
اهلا وسلا بكم فى منتادك همسه حب
هـــمســــه حــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحكمة في الاغتسال من الجنابة

اذهب الى الأسفل

لحكمة في الاغتسال من الجنابة Empty لحكمة في الاغتسال من الجنابة

مُساهمة من طرف تامر الكردى السبت سبتمبر 08, 2012 3:54 am

س: تناقشت مع أحد الأصدقاء في وجوب الغسل بعد الجماع،
فكانت دهشتي أن يقول لي: إنه لا يفهم حكمة لغسل الجسم كله بعد الاتصال
بالزوجة، ولذلك يكتفي في بغسل الأعضاء التناسلية فقط في مثل هذه الحالة،
وحاولت أن أقنعه فلم يقتنع.
أرجو توضيح ذلك وشكرا.



ج: الغسل بعد الجنابة فريضة إسلامية ثبتت بالكتاب والسنة والإجماع.
فمن الكتاب قوله تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا)المائدة:6، وقوله (يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا -إلا عابري سبيل- حتى تغتسلوا)النساء:43.
ومن السنة أحاديث كثيرة غزيرة متفق عليها.
وقد أجمع المسلمون من كل المذاهب وفي كل القرون على أن الغسل فرض بعد
الجماع والإنزال، وأصبح هذا الحكم من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة،
بحيث يخرج من أنكره عن زمرة المسلمين، ولا يستحق اسم الإسلام، إلا أن يكون
حديث عهد بدخول الإسلام، أو ناشئا ببادية بعيدة عن مصادر المعرفة في أمصار
المسلمين.
أما السؤال عن الحكمة من تعميم الجسد كله بالماء في حين أن الذي أصابه القذر جزء صغير منه، فنحن نقدم للجواب بهذا المثال:
إذا وصف الطبيب للمريض دواء يأخذ منه ملعقة قبل كل وجبة، ودواء آخر يأخذ
منه ملعقتين بعد الأكل، ودواء ثالثا يشتمل على حبوب وأقراص يتناول منه عددا
معينا في مواقيت محددة. فهل من شأن المريض أن يقول للطبيب: لماذا كان هذا
قبل الأكل وذاك بعده؟ ولما أتناول من الحبوب الكبيرة ثلاثا ومن الصغيرة
واحدة؟
وهل تتسع مداركه ومعارفه ليشرح له الطبيب الحكمة في ذلك مفصلة، ويقفه على أسرار تركيب الدواء وملاءمته لإزالة الداء؟؟
هذا بالضبط هو ما نقوله لمن يريد أن يعرف أسرار تفاصيل العبادات -ومنها
الطهارة والغسل-، فالعبادات -كما قال الإمام الغزالي- أدوية للقلب
الإنساني، تشفيه من مرض الغفلة والغرور والنسيان لحق الله تبارك وتعالى.
ومن حق الله سبحانه أن يستأثر بسر تركيب هذه الأدوية الروحية، وقد يتفضل
فيطلعنا على شيء منها. وحسب المؤمن أن يعلم أنه تعالى لا يصف لنا إلا ما
فيه خيرنا وصلاحنا (والله يعلم المفسد من المصلح)البقرة:220.(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟) الملك:14.
وكم من أمور تعبدنا الله بها لم نكن نعرف سرها، ثم تقدمت عجلة الزمن وكشف العلم عما في أمر الله ونهيه من حكم ومنافع.
إن الأصل في العبادات أن تؤدى امتثالا لأمر الله، وشكرا لنعمته، سواء عرف
الإنسان كل الحكمة منها أم لم يعرف فالعبد عبد، والرب رب، للرب أن يأمر
وينهى وعلى العبد أن يسمع ويطيع. ولو كان الإنسان لا يطيع الله إلا فيما
اقتنع به عقله المحدود لكان في هذه الحالة مطيعا لعقله لا مطيعا لربه.
وليختر المؤمن لنفسه.
ومع كل ما ذكرنا فإن الاغتسال بعد الجماع لا يخلو من حكمة لمن أنصف وتأمل ونظر نظرة أعمق.
ويعجبني هنا ما قاله الإمام ابن القيم ردا على من عجب من تفرقة الشارع بين المنى والبول فأوجب الغسل من المنى دون البول قال:
"هذا من أعظم محاسن الشريعة وما اشتملت عليه من الرحمة والحكمة والمصلحة،
فإن المنى يخرج من جميع البدن. ولهذا أسماه الله "سلالة" لأنه يسل من جميع
البدن، فتأثر البدن بخروجه أعظم من تأثره بخروج البول.
وأيضا فإن الاغتسال من خروج المنى من أنفع شيء للبدن والقلب والروح. فإنها
تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف على البدن ما تحلل منه بخروج المنى وهذا أمر
يعرف بالحس.
وأيضا فإن الجنابة توجب ثقلا وكسلا، والغسل يحدث له نشاطا وخفة، ولهذا قال أبو ذر لما اغتسل من الجنابة: كأنما ألقيت عني حملا.
وبالجملة فهذا أمر يدركه كل ذي حس سليم، ونظرة صحيحة، ويعلم أن الاغتسال من
الجنابة يجري مجرى المصالح التي تلحق بالضروريات للبدن والقلب.. وقد صرح
أفاضل الأطباء بأن الاغتسال بعد الجماع يعيد إلى البدن قوته، ويخلف عليه ما
تحلل منه، وأنه من أنفع شيء للبدن والروح وتركه مضر.. ويكفي شهادة الفطرة
والعقل بحسنه.. على أن الشارع لو شرع الاغتسال من البول لكان في ذلك أعظم
حرج ومشقة على الأمة تمنعه حكمة الله ورحمته وإحسانه إلى خلقه".أهـ
أما مشقة الغسل بعد الجماع فهي محتملة، لعدم تكرر الجماع تكرر البول، وكأن
هذه المشقة الجزئية جعلت حاجزا أو لجاما يحول بين الإنسان وبين الاندفاع
وراء الغريزة، والإسراف في الاتصال الجنسي. وضرر ذلك لا شك فيه.
ويلوح لي سر آخر: إن المؤمن لا يعيش لغريزته وشهواته فحسب، ولكنه يعيش
لرسالة الله قبل أي شيء آخر، ولله تعالى عليه حق في كل عمل. وفي الجماع قد
أدى حق نفسه وحق زوجه بقضاء الشهوة بقي حق الله تعالى وهو ما يؤديه
بالاغتسال. على أن من حكمة الله تعالى أنه ربط نظافة الإنسان بأسباب طبيعية
لا يمكنه الفرار منها -كخروج شيء من السبيلين في الوضوء، وكالجماع في
الغسل -لتكون هذه الأسباب المتكررة سياطا تسوق الإنسان وإن تراخى وتكاسل-
إلى نظافة أطرافه أو نظافة جسده كله.
ونختم هذه الكلمة بما ختم الله به آية الطهارة من سورة المائدة: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)المائدة:6.
تامر الكردى
تامر الكردى
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى

نقاط : 1048753
تقيم : 0
تاريخ التسجيل : 02/06/2011

https://hamset-7ob.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى