سلسله اكثر المواضيع جدلا

نا فتاة في العشرين من العمر؛ ولكني أحس أنني
أبلغ من العمر خمسين، وأحياناً أحس أنني طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها؛
فكم لهذه الحياة من مرارة وشقاء!

مشكلتي أنني اندفاعية، ولا أستطيع
السيطرة على نفسي؛ أي أنني لا أنتمي إلى الذين يكظمون غيظهم عند الغضب؛
فأنا أعامل مَن حولي على أنهم أغبياء، واعرف حينها أنني أنا الغبية وليس
هم، ولديّ من الغيرة ما يجعلني أحس أنني مريضة، وليس لديّ من الصبر ما
يجعلني أتحمل ما يبتليني به الله من مشاكل وهمّ وحزن.

ولديّ الرغبة
في الوصول لأعلى ولكن دون أي صبر وبأقل مجهود، ومعاملتي سيئة لكل من حولي؛
وخاصة صديقاتي اللائي قاربت أن أبتعد عنهن لإحساسي أنهن أصبحن انتهازيات
وماديات؛ فأنا أعامل مَن حولي معاملة سيئة.. إلى جانب ذلك أتعرض لمواقف
محرجة من قِبَل أناس لا أعرفهم، وبالتالي أقوم بالرد عليهم بأسلوب سيئ
وغبي.

وأنا من النوع الذي لا ينسى الإساءة أبداً، وأرد على هذه
الإساءة؛ حتى لو كانت منذ زمن؛ ولكن ديني لم يحثني على ذلك؛ فديني دين عطاء
وصبر وعفو ومغفرة.

إلى جانب ذلك هناك عدم الثقة في نفسي، ولا في
قدراتي، والتوتر والخجل من الناس الغريبة عني، وعدم القدرة على التواصل،
معهم وإحساسي بأني منبوذة من الآخرين؛ فأنا أخاف أن أمشي في الشارع وحدي،
أو أذهب إلى مكان بمفردي، وأخاف أن أتحدث إلى الناس في أي مكان؛ فأنا مصابة
بالرهاب الاجتماعي؛ فقد تعرضت لمواقف صعبة في حياتي، لا أستطيع أن
أنساها.. الناس المقربون مني يقولون لي: إن شخصيتي ممتازة؛ ولكن هناك بعض
التعديلات المطلوبة؛ لكن دون جدوى؛ فأنا لا أحسّ بذلك.

أحس باليأس
والإساءة وقلة الحيلة، وعدم القدرة على عمل أي شيء مفيد؛ حتى إنني لا أعرف
كيف أبحث عن وظيفة، وأحس أنني بمفردي في هذه الحياة، وبعدم القدرة على
العطاء.