هـــمســــه حــــــــب
اهلا وسلا بكم فى منتادك همسه حب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هـــمســــه حــــــــب
اهلا وسلا بكم فى منتادك همسه حب
هـــمســــه حــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فى ظلال سورة النجم

اذهب الى الأسفل

فى ظلال سورة النجم Empty فى ظلال سورة النجم

مُساهمة من طرف هاجر الإثنين يونيو 20, 2011 2:30 pm

من كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب
وموضوع السورة الذي تعالجه هو موضوع السور المكية على الإطلاق:العقيدة بموضوعاتها الرئيسية:الوحي والوحدانية والآخرة . والسورة تتناول الموضوع من زاوية معينة تتجه إلى بيان صدق الوحي بهذه العقيدة ووثاقته , ووهن عقيدة الشرك وتهافتأساسها الوهمي الموهون ! والمقطع الأول في السورة يستهدف بيان حقيقة الوحي وطبيعته , ويصف مشهدين من مشاهده ,ويثبت صحته وواقعيته في ظل هذين المشهدين ; ويؤكد تلقي الرسول [ ص ] عن جبريل -عليه السلام - تلقي رؤية وتمكن ودقة , واطلاعه على آيات ربه الكبرى . ويتحدث المقطع الثاني عن آلهتهم المدعاة:اللات والعزى ومناة . وأوهامهم عن الملائكة .وأساطيرهم حول بنوتها لله . واعتمادهم في هذا كله على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا . بينما الرسول [ ص ] يدعوهم إلى ما دعاهم إليه عن تثبت ورؤية ويقين . والمقطع الثالث يلقن الرسول [ ص ] الإعراض عمن يتولى عن ذكر الله ويشغل نفسه بالدنيا وحدها , ويقف عند هذا الحد لا يعلم وراءه شيئا . ويشير إلى الآخرة وما فيها من جزاء يقوم على عمل الخلق , وعلى علم الله بهم , منذ أنشأهم من الأرض , ومنذ كانوا أجنة في بطون أمهاتهم . فهو أعلم بهم من أنفسهم , وعلى أساس هذا العلم المستيقن -لا الظن والوهم - يكون حسابهم وجزاؤهم , ويصير أمرهم في نهاية المطاف .والمقطع الرابع والأخير يستعرض أصول العقيدة - كما هي منذ أقدم الرسالات - من فردية التبعة , ودقة الحساب , وعدالة الجزاء . ومن انتهاء الخلق إلى ربهم المتصرف في أمرهم كله تصرف المشيئة المطلقة . ومع هذا لفتة إلى مصارع الغابرين المكذبين . تختم بالإيقاع الأخيرSadهذا نذير من النذر الأولى . أزفت الآزفة . ليس لها من دون الله كاشفة . أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون , ولا تبكون , وأنتم سامدون ? فاسجدوا لله واعبدوا). . حيث يلتقي المطلع والختام في الإيحاء والصور والظلال والإيقاع العام .
الدرس الأول:1 - 18 إشارة إلى حادث المعراج

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى(14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (1.
في هذا المطلع نعيش لحظات في ذلك الأفق الوضيء الطليق المرفرف الذي عاش فيه قلب محمد -صلوات الله وسلامه عليه - ونرف بأجنحة النور المنطلقة إلى ذلك الملأ الأعلى ;ونستمع إلى الإيقاع الرخي المنساب , في جرس العبارة وفي ظلالها وإيحائها على السواء .نعيش لحظات مع قلب محمد [ ص ] مكشوفة عنه الحجب ,مزاحة عنه الأستار . يتلقى من الملأ الأعلى . يسمع ويرى , ويحفظ ما وعى . وهي لحظات خص بها ذلك القلب المصفى ; ولكن الله يمن على عباده , فيصف لهم هذه اللحظات وصفا موحيا مؤثرا . ينقل أصداءها وظلالها وإيحاءها إلى قلوبهم . يصف لهم رحلة هذا القلب المصفى , في رحاب الملأ الأعلى . يصفها لهم خطوة خطوة , ومشهدا مشهدا , وحالة حالة ,حتى لكأنهم كانوا شاهديها . ويبدأ الوصف الموحي بقسم من الله سبحانهSadوالنجم إذا هوى). . وحركة تلألؤ النجم ثم هويه ودنوه . أشبه بمشهد جبريل المقسم عليهSadوهو بالأفق الأعلى . ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى). . وهكذا يبدأ التناسق والتوافق في المشهد والحركة والظل والإيقاع منذ اللحظة الاولى . (والنجم إذا هوى). . وقد رويت تفسيرات مختلفة للنجم المقصود في هذا القسم . وأقرب ما يرد على الذهن أنها إشارة إلى الشعرى , التي كان بعضهم يعبدها . والتي ورد ذكرها في السورة فيما بعد في قولهSadوأنه هو رب الشعرى). . وقد كان للشعرى من اهتمام الأقدمين حظ كبير . ومما هو معروف أن قدماء المصريين كانوا يوقتون فيضان النيل بعبور الشعرى بالفلك الأعلى . ويرصدونها من أجل هذا ويرقبون حركاتها . ولها شأن في أساطير الفرس وأساطير العرب على السواء . فالأقرب أن تكون هذه الإشارة هنا إليها . ويكون اختيار مشهد هوي النجم مقصودا للتناسق الذي أشرنا إليه . ولمعنى آخر هو الإيحاء بأن النجم مهما يكن عظيما هائلا فإنه يهوي ويتغير مقامه . فلا يليق أن يكون معبودا .فللمعبود الثبات والارتفاع والدوام . ذلك هو القسم . فأما المقسم عليه , فهو أمر النبي [ ص ] مع الوحي الذي يحدثهم عنه :ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى). فصاحبكم راشد غير ضال . مهتد غير غاو . مخلص غير مغرض . مبلغ بالحق عن الحق غير واهم ولا مفتر ولا مبتدع . ولا ناطق عن الهوى فيما يبلغكم من الرسالة . إن هو إلا وحي يوحى . وهو يبلغكم ما يوحى إليه صادقا أمينا . هذا الوحي معروف حامله . مستيقن طريقه . مشهودة رحلته . رآه الرسول [ ص ] رأي العين والقلب , فلم يكن واهما ولا مخدوعا: علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى . وهو بالأفق الأعلى . ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى .فأوحى إلى عبده ما أوحى . ما كذب الفؤاد ما رأى . أفتمارونه على ما يرى ?). والشديد القوي ذو المرة [ أي القوة ] , هو جبريل - عليه السلام - وهو الذي علم صاحبكم ما بلغه إليكم . وهذا هو الطريق , وهذه هي الرحلة , مشهودة بدقائقها:استوى وهو بالأفق الأعلى . حيث رآه محمد [ ص ] وكان ذلك في مبدأ الوحي . حين رآه على صورته التي خلقه الله عليها , يسد الأفق بخلقه الهائل . ثم دنا منه فتدلى نازلا مقتربا إليه . فكان أقرب ما يكون منه . على بعد ما بين القوسين أو أدنى - وهو تعبير عن منتهى القرب - فأوحى إلى عبد الله ما أوحى . بهذا الإجمال والتفخيم والتهويل . فهي رؤية عن قرب بعد الترائي عن بعد . وهو وحي وتعليم ومشاهدة وتيقن . وهي حال لا يتأتى معها كذب في الرؤية , ولا تحتمل مماراة أو مجادلةSadما كذب الفؤاد ما رأى . أفتمارونه على ما يرى ?). . ورؤية الفؤاد أصدق وأثبت , لأنها تنفي خداع النظر . فلقد رأى فتثبت فاستيقن فؤاده أنه الملك , حامل الوحي , رسول ربه إليه ,ليعلمه ويكلفه تبليغ ما يعلم . وانتهى المراء والجدال , فما عاد لهما مكان بعد تثبت القلب ويقين الفؤاد . وليست هذه هي المرة الوحيدة التي رآه فيها على صورته . فقد تكررت مرة أخرى: ولقد رآه نزلة أخرى . عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى . إذ يغشى السدرة ما يغشى .ما زاغ البصر وما طغى . لقد رأى من آيات ربه الكبرى . وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج - على الراجح من الروايات - فقد دنا منه - وهو على هيئته التي خلقه الله بها مرة أخرى(عند سدرة المنتهى). . والسدرة كما يعرف من اللفظ شجرة . فأما أنها سدرة المنتهى . فقد يعني هذا أنها التي ينتهي إليها المطاف .فجنة المأوى عندها . أو التي انتهت إليها رحلة المعراج . أو التي انتهت إليها صحبة جبريل لرسول الله [ ص ] حيث وقف هو وصعد محمد [ ص ] درجة أخرى أقرب إلى عرش ربه وأدنى . . وكله غيب من غيب الله , أطلع عليه عبده المصطفى , ولم يرد إلينا عنه إلا هذا . وكله أمر فوق طاقتنا أن ندرك كيفيته . فلا يدركها الإنسان إلا بمشيئة من خالقه وخالق الملائكة , العليم بخصائص الإنسان وخصائص الملائكة . ويذكر ما لابس هذه الرؤية عند سدرة المنتهى . زيادة في التوكيد واليقينSadإذ يغشى السدرة ما يغشى). . مما لا يفصله ولا يحدده . فقد كان أهول وأضخم من الوصف والتحديد .وكان ذلك كله حقا يقيناSadما زاغ البصر وما طغى). . فلم يكن زغللة عين , ولا تجاوز رؤية . إنما هي المشاهدة الواضحة المحققة , التي لا تحتمل شكا ولا ظنا . وقد عاين فيها من آيات ربه الكبرى , واتصل قلبه بالحقيقة عارية مباشرة مكشوفة . فالأمر إذن - أمر الوحي - أمر عيان مشهود . ورؤية محققة . ويقين جازم . واتصال مباشر .ومعرفة مؤكدة . وصحبة محسوسة . ورحلة واقعية . بكل تفصيلاتها ومراجعها . . وعلى هذا اليقين تقوم دعوة(صاحبكم)الذي تنكرون عليه وتكذبونه وتشككون في صدق الوحي إليه .وهو صاحبكم الذي عرفتموه وخبرتموه . وما هو بغريب عنكم فتجهلوه وربه يصدقه ويقسم على صدقه . ويقص عليكم كيف أوحى إليه . وفي أي الظروف . وعلى يد من وكيف لاقاه .وأين رآه !
هاجر
هاجر
عضو مشارك
عضو مشارك

نقاط : 49090
تقيم : 2
تاريخ التسجيل : 09/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى